لم يكن التحول الذي شمله العالم في مختلف المجالات بفعل انتشار التكنولوجيا الرقمية ببعيد عن مهنة التسويق والتي شهدت هي الأخرى تفسيراً ملحوظاً في طبيعتها ومؤهلاتها وفرص نجاحها، فضلاً عن المشاكل التي قد تقاوم إتمامها، فقد تحولت الوظائف التسويقية إلي مفهوم جديد، وباتت تأخذ شكلاً أكثر فاعلية مع التكنولوجيا الرقمية، إلا أنها لم تستبعد نظريات التسويق التقليدية المعروفة، وإنما استطاعت الاستفادة منها في تطوير وإيجاد حلول لمشاكلها فأخرجت ظاهرة جديدة تسمي التسويق عبر الإنترنت.
فالتسويق هو المفتاح لتحقيق أهداف المؤسسات الكبرى والناشئة ويشمل تحديد الإحتياجات والرغبات للسوق المستهدف والحصول علي الرضا المرغوب بفعالية وكفاءة أكثر من المنافسين، وإذا تم إضافة صفة الإلكتروني للتسويق فنحن نتحدث إذاً عن بيئة وأدوات يجمع بينها فضاء الإنترنت بكل ما أتاحته من تكنولوجيا للتواصل بين البشر، سواء كان بريداً إلكترونيا أم بالك توك أم غيره من الأدوات الإلكترونية.
وبناءً على هذا المفهوم، انطلق قطاع التسويق الإلكتروني في العالم بسرعة مذهلة، وذلك بسبب انخفاض تكلفته وازدياد قدرته على توسيع السوق، حيث تم تأسيس آلاف الشركات المتخصصة في التسويق عبر الإنترنت، وأصبح هناك ملايين الرسائل الإلكترونية التي تتجول يوميا في الشبكة، تتضمن تحفيزات ونصائح للزبائن المحتملين. كما أكدت العديد من الدراسات أن التسويق الإلكتروني يؤدي إلي توسيع الأسواق وزيادة الحصة السوقية للشركات بنسب تتراوح بين 9 إلى 35 % نتيجة الانتشار العالمي.
كما يتيح هذا النوع من التسويق للعملاء الحصول علي احتياجاتهم والاختيار من بين منتجات الشركات العالمية بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية، خاصة أن هذا النوع من التسويق لا يعترف بالفواصل والحدود الجغرافية.
ومن هنا بدأت تظهر وظائف خاصة بالتسويق الإلكتروني عبر الإنترنت، والتي عادة ما تكون أحد قطاعات مواقع شبكة الإنترنت أو شركة متخصصة لهذا الغرض.
ويعتبر التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت أحد أنواع التجارة الإلكترونية التي تتميز بالسرعة في الأداء، إذ يوجد العديد من طرق النجاح لضمان تسويق ناجح وفعال ولعل أهم خطوات نجاح التسويق الإلكتروني وتميزه هو تحديد إستراتيجية العمل، والتي تعني وضع خطة مناسبة وتحديد العملاء المستهدفين من خطة التسويق فيجب أن تنظم إدارة الشركة موقع التسويق على الإنترنت.